هيما الكورة المصرية
عدد المساهمات : 136 نقاط : 332 السٌّمعَة : 2 تاريخ التسجيل : 11/09/2009 العمر : 31 الموقع : https://as7apalfan.ahlamontada.net/
| موضوع: نتطرق في هذا الموضوع عن قصيدة شاعرٍ كبيرٍ ألَمَّ به الموتُ من لدغةِ ثعبان السبت سبتمبر 12, 2009 11:37 am | |
| مالك بن الريب التميمي ,
كان شجاعا مقداما و لصاً فاتكاً يقطع الطريق ( صعلوك ) , فأقنعه سعيد بن عثمان
بن عفان رضي الله عنهما, أن يترك اللصوصية , ويغزو في سبيل الله …
فسار مع سعيد وجنده متوجهين إلى خراسان في غزوة
وفي الطريق وبعد أن أناخ الركب في بعض المنازل للقيلولة , وهموا بالرحيل , أراد
مالك أن يلبس خفّـه فلسعه ثعبان كان قد اندس فيه , فسرى السم في جسمه , فلما
أحس بالموت , أنشأ هذه القصيدة يرثي نفسه ..
وهي قصيدة أجمع النقاد على أنها من عيون الشعر العربي لصدق العاطفة , حيث تكون
عاطفة الشاعر في أوجها في مثل هذه المواقف ..
ألا ليـت شعـري هـل أبيتـن ليلـة=بجنب الغضا , أزجي القلاص النواجيا
[size=21]فليت الغضا لم يقطع الركـب عرضـه=وليت الغضا ماشـى الركـاب لياليـا
لقد كان في أهل الغضا لو دنا الغضـا=مـزار ولكـن الغضـا ليـس دانيـا
ألـم ترنـي بعـت الضلالـة بالهـدى=وأصبحت في جيش ابن عفان غازيـا
دعاني الهوى من أهل ودي وصحبتـي=بـذي الطبَسَيـن , فالتفـت ورائـيـا
أجبـت الهـوى لمـا دعانـي بزفـرة=تقنّـعـت منـهـا أن أُلام ردائـيــا
لعمري لئن غالـت خراسـان هامتـي=لقد كنت عـن بابـي خراسـان نائيـا
فلله درّي يــوم أتــرك طـائـعـا=بنـيّ بأعلـي الرقمتـيـن ومالـيـا
ودرّ الظـبـاء السانـحـات عشـيـة=يخبّـرن أنـي هالـك مـن ورائـيـا
ودر كبـيـري اللـذيـن كـلاهـمـا=علـيّ شفيـق , ناصـح قـد نهانيـا
ودر الهوى من حيث يدعـو صحابـه=ودر لجاجـاتـي , ودر انتهـائـيـا
تذكرت مـن يبكـي علـي فلـم أجـد=سوى السيف والرمح الردينـي باكيـا
وأشـقـر خنـذيـذ يـجـر عنـانـه=إلى الماء لم يترك لـه الدهـر ساقيـا
ولكـن بأطـراف السميـنـة نـسـوة=عزيـز عليهـن , العشيـة , مابـيـا
صريع علـى أيـدي الرجـال بقفـرة=يسوون قبري , حيـث حـم قضائيـا
لمـا تـراء ت عنـد مـرو منيـتـي=وحل بها جسمـي , وحانـت وفاتيـا
أقـول لأصحابـي ارفعونـي لأننـي=يقـرّ بعينـي أن سهيـل بـدا لـيـا
فياصاحبي رحلي دنا المـوت فانـزلا=برابـيـةٍ إنــي مقـيـم ليـالـيـا
أقيمـا علـيّ اليـوم أو بعـض ليلـة=ولاتعجلانـي قــد تبـيـن مابـيـا
وقومـا إذا مااستُـلّ روحـي , فهيّئـا=لي القبر والأكفـان , ثـم ابكيـا ليـا
ولا تحسدانـي بــارك الله فيكـمـا=من الأرض ذات العرض أن توسعا ليا
خذانـي فجرانـي ببـردي إليكـمـا=فقد كنت قبـل اليـوم صعبـا قياديـا
وقد كنـت عطّافـا إذا الخيـل أقبلـت=سريعا لدى الهيجا إلـى مـن دعانيـا
وقد كنت محمودا لدى الـزاد والقـرى=وعن شتم إبـن العـم والجـار وانيـا
وقد كنت صبّارا على القرن في الوغى=ثقيلا علـى الأعـداء عضبـا لسانيـا
وطورا تراني فـي رحـى مستديـرة=تخـرّق أطـراف الـرمـاح ثيابـيـا
وقوما على بئـر الشبيـك , فأسمعـا=بها الوحش والبيض الحسان الروانيـا
بأنـكـمـا خلفتـمـانـي بـقـفـرة=تهيـل علـي الريـح فيهـا السوافيـا
ولاتنسيـا عهـدي خليـلـيّ إنـنـي=تقطـع أوصالـي , وتبلـى عظاميـا
فلـن يعـدم الولـدان بيتـا يُجِنـنـي=ولن يعـدم الميـراث منـي المواليـا
يقولـون : لاتبعـد وهـم يدفنونـنـي=وأيـن مـكـان البـعـد إلا مكانـيـا
غداة غد , يالهف نفسـي علـى غـد=إذا أدلجـوا عنـي وخلّفـت ثـاويـا
وأصبح مالي , مـن طريـف وتالـد=لغيري وكـان المـال بالأمـس ماليـا
فياليت شعري , هل تغيـرت الرحـى=رحى الحرب , أو أضحت بفلج كما هيا
إذا القـوم حلوهـا جميعـا , وأنزلـوا=لهـا بقـراً حـمّ العيـون سواجـيـا
وعيـن وقـد كـان الظـلام يجنـهـا=يسفـن الخزامـى نورهـا والأقاحيـا
وهل ترك العيس المراقيـل بالضحـى=تعاليهـا تعـلـو المـتـون القياقـيـا
إذا عصـب الركبـان بيـن عنـيـزة=وبولان , عاجـوا المنقيـات المهاريـا
وياليت شعـري هـل بكـت أم مالـك=كما كنـت لـو عالـوا نعيّـك باكيـا
إذا مـت فاعتـادي القبـور وسلمـي=على الريم , أُسقيت الغمـام الغواديـا
تريْ جدثا قـد جـرت الريـح فوقـه=غبـارا كلـون القسطلانـيّ هابـيـا
رهينـة أحجـار وتُـرب تضمـنـت=قراراتهـا منـي العـظـام البوالـيـا
فيـا راكبـا إمـا عرضـت فبلّـغـن=بنـي مالـك و الريـب أن لاتلاقـيـا
وبلغ أخي عمـران بـردي ومئـزري=وبلـغ عجـوزي اليـوم أن لاتدانيـا
وسلـم علـى شيخـيّ منـي كليهمـا=وبلـغ كثيـرا وابـن عمـي وخاليـا
وعطّل قلوصي فـي الركـاب فإنهـا=ستبـرد أكـبـادا وتبـكـي بواكـيـا
أقلب طرفي فـوق رحلـي فـلا أرى=به مـن عيـون المؤنسـات مراعيـا
وبالرمل منـي نسـوة لـو شهدننـي=بكيـن وفدّيـن الطبـيـب المـداويـا
فمنهـن أمـي , وابنتاهـا , وخالتـي=وباكيـة أخــرى تهـيـج البوكـيـا
وما كان عهـد الرمـل منـي وأهلـه=ذميمـا , ولابالرمـل ودعـت قاليـا | |
|