بدأ أحمد سليمان مدرب حراس المرمى بالمنتخب المصري حديثه بالهجوم على كل
من ينتقد "فريق" المنتخب المصري المتمثل في شخصه المتواضع، ثم سرعان ما
أزال برقع الحياء ليتحدث عن "السي في" التدريبي الخاص به وعن أمجاده
الشخصية في عالم التدريب.
ونسي سليمان في حديثه الهاتفي مع مدحت شلبي على قناة مودرن سبورت أن
المنتخب المصري ظهر في حالة يرثى لها بتصفيات المونديال وبدا من الواضح
أنه يحتاج لتركيز كل فرد يعمل داخل هذه المنظومة في الفترة الحالية.
سليمان هاجم الإعلامي علاء صادق وبكل ديمقراطية "مفضوحة" أتاح له شلبي
الفرصة كاملة ليواصل مدرب الحراس إطلاق كلماته اللاذعة والتي وصلت الى حد
مهاجمة أحمد ناجي مدرب حراس مرمى الأهلي.
وسواء كان سليمان على حق أو حتى كان هذا الحق مع أعدائه وأعداء المنتخب -
كما وصفهم - فهذا لا يعنيني في شيء لأن النقد المخلص للمنتخب أو لسليمان
سواء كان صحيحا أو خاطئاً هو حق للجميع وفي أي وقت وكل بأسلوبه.
أما نقد ناجي لسليمان فجاء نظراً لتشابه المهمة التي يقوم بها
الاثنين وهو أمر مقبول مادام جاء بشكل محترم ودون مبالغة، والغريب أن
سليمان سمح لنفسه أيضا في أحد الحوارات منذ فترة قريبة بانتقاد ناجي لعدم
تجهزه أحمد عادل عبد المنعم لحراسة الأهلي منذ الموسم الماضي .. فكيف لا
يستطيع تقبل نقد ناجي أو غيره لعمله طالما سمح لنفسه بانتقاد الآخرين؟!
سليمان بدا وكأنه "حامي الحمى" في بداية حديثه وبات المدافع عن
اسم مصر واسم المنتخب الوطني، وسرعان ما كشف عن غيظه الشخصي بالدفاع عن
اسمه التدريبي الذي يراه عظيماً بالعمل في المنتخبات الوطنية المختلفة مع
عدة مدربين عظماء، وتناسى أنه عادة ما يقتصر دوره على "تسخين" حراس المرمى
المنضمين للمنتخب من أنديتهم قبل المباريات.
الخلاصة أن حديث وطريقة كلام أحمد سليمان لا تختلف كثيراً عن طريقة ونبرة
كلام كل أفراد المنتخب من جهاز فني ولاعبين في الفترة الأخيرة فكلهم
يعتقدون أنهم فقط من يحبون مصر وأنهم من يرفعون راياتها، وكلهم فوق النقد،
وفوق الهجوم، وفوق العتاب، بل وحتى فوق النصيحة، و الأمر نفسه حدث من حسن
شحاتة وأحمد حسن وحتى محمد أبوتريكة وغيرهم في أوقات سابقة.
ولا أعرف سبباً واحداً لهذه الحالة لدى أفراد المنتخب الوطني،
فهو "فريق" يتكون من أشخاص يعملون فيه من لحم ودم مثلنا تماماً أي يصيبون
تارة ويخطئون أو يفشلون تارة أخرى وفي الحالة الأولى يستحقوا الإشادة وفي
الأخرى يستحقوا النقد، فهم ليسوا أنبياء ولا رسل فحتى هؤلاء اختلف عليهم
الناس!
نعم أؤكد أن المنتخب المصري في أمس الحاجة للمساندة والوقوف بجوار كل
أفراده في الفترة الحالية لعلنا نحقق الحلم ونصل للمونديال حتى ولو كان
لنا ألف تحفظ على ما جرى في مشوار التصفيات من بدايته، ولكن في مقابل هذا
لابد أن يركز الجهاز الفني ولاعبو المنتخب في عملهم خلال الفترة الحالية
ولا يضيعون وقتهم في الرد على أي نقد موجه لأحدهم سواء كان صحيحاً او
خاطئاً لأنه في النهاية على رأس كل فرد فيهم بطحة وهذه البطحة لن تسقط إلا
في جنوب إفريقيا، وحتى هذا الموعد فعلى الكابتن سليمان أن "يسكت بقى" ،
فربما يُجبر وقتها على السكوت